خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

كشنير في قلعة الصمود

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. هزاع عبد العزيز المجالي

بعد إنتهاء مؤتمر البحرين الاقتصادي والتمثيل البروتوكولي البسيط للوفد الأردني، وعدم حضور أي ممثل للفلسطينيين في المؤتمر، شعر مستشار الرئيس الأميركي (كشنير) أن نجاح أو فشل الصفقة (القرنية) مرتبط ارتباطاً وثيقاً ليس بالضيوف الحاضرين مهما كان عددهم وتمثيلهم، بل بأصحاب الدار، لذلك هو يقوم الآن في جولة مكوكية لبعض الدول العربية في محاولة لحشد التأييد لهذه الصفقة.

ونحن بالأردن نعلم علم اليقين أن مواقف بعض البلدان العربية المعلنة بتمسكها بحل الدولتين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة هي للأسف فقط للاستهلاك الإعلامي الشعبي، وتخالف مواقفها غير المعلنة. ومنهم من أصبح يزاود على كشنير في إثبات ولائه المطلق باستقبال الوفود الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية، بل وهناك من الإعلاميين المتصهينين من يجاهرون بعواطفهم الجياشة وحبهم لإسرائيل، يهاجمون الفلسطينيين ويزورون تاريخهم ومنبتهم العروبي، ويسفهون المقدسات الإسلامية والمسيحية.

عندما تستمع لتصريحات رئيس وزراء (إسرائيل) نتانياهو وهو يبتسم ويجاهر بعلاقاته الحميمة مع دول عربية كثيرة لا يرتبط معها باتفاقية سلام، تقول في نفسك «شر البلية ما يضحك»، لا سيما عندما أعلن أن ذلك جزء من أسرار نجاحه ونجاح اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية.

لقد شعر كشنير أنه ورغم كل تلك المعطيات والإغراءات، فإن بوابة حصينة لقلعة فلسطين تقف حائلاً بينه وبين اقتحام أسوار فلسطين، هي الأردن التي زارها واستمع من جلالة الملك وبصريح العبارة أن مواقفه المعلنة خلف الأبواب هي نفسها مواقفه المعلنة أمام الملأ وتأكيده على حل الدولتين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، وأن لاءاته صريحة وواضحة وتنسجم وثوابت الموقف الشعبي المعلن المؤيد له والمعلن من كافة أطياف الشعب الأردني والفلسطيني والعربي. لقد أصبح عامل الوقت يلعب دوراً مهماً في استعجال استكمال الصفقة، لا سيما مع قرب الانتخابات الأميركية، وتخوف الإدارة الحالية من عدم انتخاب ترمب مرةً أخرى. وحتى نكون أكثر إنصافاً وحيادية، فإن نجاح ترمب مرة أخرى في انتخابات الرئاسة سوف يشكل معضلة كبيرة، ولا أقصد هنا التخوف من تغيير المواقف، ولكن المشكلة تكمن في القدرة على مقاومة المعطيات والحقائق على أرض الواقع التي سوف تجعل الإدارة الأميركية إن أنتُخبت أكثر شراهة وعدوانية وإصراراً على تنفيذ مخططها بإتمام الصفقة، وسوف يحقق ذلك مزيداً من هرولة الدول العربية تجاه القبول بتلك الصفقة، ويصبح الأردن الدولة الصغيرة يقف وحيداً في مواجهة المد المتصهين، ورغم تمنياتي بسقوط ترمب في الانتخابات القادمة، أقول للشعب الفلسطيني أن يداً واحدة لا تصفق وأن الأردن الصامد يتحمل فوق طاقته. والحل لا يكمن بالتصريحات والخطابات الرنانة الرافضة لصفقة القرن، وإنما يكمن في انتفاضة شعبية تتكاتف وتشارك بها جميع القوى الفلسطينية دون استثناء، يصاحبها تأييد وزخم شعبي عربي فكما يقال: «لا يفل الحديد إلا الحديد».

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF